من طرف جاء " أبـرهة " الحبشي .. يقود جيشا جرارا .. يمتطي الأفيال .. يريد هدم بيت الله الحرام .. ولأن " عبد المطلب " يعلم أن لا قدرة له لمواجهة " أبرهة " ولأنه يعلم أن العرب سيخذلونه .. بل ومنهم من سيغدر به .. ومنهم من سيتعاون مع " أبرهة " في هدم الكعبة المشرفة .. فقد أعلنها مدوية .. أنه لن يدافع عن البيت الحرام .. وسيقتصر دفاعه على إبله .. وأمواله .. ونفسه .. وعرضه .. ثم أعلن قولته المشهورة " للبيت رب يحميه "
وقد تكفل الله بحماية أول بيت وضع للناس ... وجاء أمره .. لجيش تسيره السماء .. جيش جنوده طيور من عند الله " طير أبابيل " ترميهم بحجارة مسومة ... تخترق رؤوسهم .. وتخرج من أدبارهم .. !!
ليرد الله كيد الكائدين .. ويدحض خطط " أبرهة " وجنوده .. وينتصر الله لبيته .. ويحميه ويحفظه ... من كل سوء ومكروه .. استجابة لدعوة " إبراهيم عليه السلام " " رب اجعل هذا البلد آمنا "
وقبل خمسين عام " أو تزيد " جاء " أبرهة " العصر الحديث .. لينتهك حرمات الله في مساجده .. ويسفك الدماء .. وينشر الفساد .. ويهتك الأعراض .. ولا يفرق في القتل .. بين الأطفال والنساء والشيوخ .. جاء يحمل في قلبه حقدا يكفي لإبادة المعمورة .. وإحلال الدمار في كل شبر من الأراضين السبع !!
جاء يؤيده " الشيطان " ويمده بمدد من سلاح ومال .. ويبث سيطرته على أطراف الجسد العربي .. يقيدهم بين حين وآخر .. إما باتفاقيات سلام .. أو باتفاقيات اقتصاد .. أو باتفاقيات " خيانة "
ولأن الحكام العرب .. يخافون أكثر ما يخافون .. على كراسيهم التي يجلسون عليها .. فقد اهتموا بحمايتها .. والحفاظ عليها من " أبرهة " العصر الحديث ... لكنهم تناسوا .. أنها حماية مؤقتة .. أو ربما هي حماية مشروطة ... بألا يكون فيها ما يهدد أمن " أبرهة " العصر .. أو يقلق مضجعه .. !!
ومن مثّلَ منهم خطرا ... على راحة بال " أبرهة " فالويل له والثبور ... حصار .. ثم نزع أسلحة .. ثم الحرب والدمار ... والسقوط .. إلى الهاوية !!
وفي تلك الأثناء ... انشغل العرب .. يتصارعون .. لتحديد هل القدس حق عربي ؟ .. أم حق إسلامي ؟ .. ليبدأ الصراع .. بين أنصار القومية العربية ... وأنصار التضامن الإسلامي .. توالت الخطابات .. وارتفعت الشعارات ... وتزاحمت المكتبات العربية بين مؤيد .. لهذا الاتجاه ... وبين معارض !!
وقد استغل " أبرهة وشيطانه " هذا الصراع .. فتركوهم يخوضوا فيه ... وأنسوهم .. أن القدس تسلب .. والدماء تسفك .. والمساجد تهدم .. والإسلام يمحى ... وكل ذلك وعيونهم تبصر .. في وضح النهار !! لكن قلوبهم قد أعميت بحب الدنيا .. وحب السلطان ... والكرسي " الدوار "
وعلى المستوى الشعبي .. تعهد " الشيطان " بإلهاء العرب والمسلمين .. وتغيير مسار اهتماماتهم .. من قضيتهم الأولى .. إلى قضايا ثانوية .. ومن ثم جرهم .. إلى اللهو واللعب والسهر والمجون .. وتتبع العاهرات .. والبحث عن إشباع الشهوات ... وبها انتزع منهم هويتهم ... وسرق منهم قضيتهم .. فأصبح عيشهم .. بحثا عن لقمة العيش التي .. قترها عليهم الحكام - بأمر من الشيطان - وبعده البحث عن إشباع شهواتهم .. في الملاهي الليلية .. وأندية النبيذ والمجون ...
وعلى المستوى الفكري ... انقسمت أفكارهم .. وتشتت كلمتهم ... ودس " الشيطان " عملائه بينهم يزيدونهم فرقة .. وتناحرا .. فظهرت العلمانية .. والليبرالية .. والقومية .. والبعثية .. وغيرها .. يحملها أبناء المسلمين ... لينظروا لأفكار غربية شاذة .. مستنكرين ونابذين تعاليم الدين .. مستهترين بمبادئه ... ممتعضين من علمائه .. يكرهون الأمر بالمعروف ... ويتضجرون من النهي عن المنكر ... فأصبحوا ... يهدمون من الداخل .. وليس من الخارج .. عملا بالمثل القائل : " بيدي لا بيد عمرو "
وعلى المستوى الجهادي - فلم أعلم أن الجهاد قد أعلن ضد " أبرهة " منذ قدومه لاحتلال القدس .. حتى اليوم .. وما الحروب التي خاضها العرب .. إلا دفاعا عن الأرض .. ومحاولة نصرة شعب عربي .. لا أكثر ولا أقل ... لم تعتمد على الجهاد الإسلامي .. كمطلب أساسي .. لإعلاء كلمة الله .. ودحض الغاشمين .. وتطهير المقدسات من دنس اليهود .. وأما الحركات التي قامت .. هنا وهناك .. فقد تفرقوا فذهب الله بريحهم .. " حماس .. وفتح ... ومنظمة التحرير " اختلفوا في الفكر والمذهب ... ومنهم من اعتمد على أسس غير شرعية .. في إعلان الجهاد ... فضعفت شوكتهم .. حتى سهل كسرها !!
وعلى حين غفلة من الزمان ... جاء الشيطان .. ليعلن نفسه راعيا للسلام بين العرب الخانعين .. وبين " أبرهة " اللعين .. وصدق العرب .. كذبة " إبليس " أن هناك سلام ... فسموه " راعي السلام " لتستمر المخططات .. وتستمر المعاهدات .. ويقتنع بعض أذناب العرب .. " أن التطبيع خير وسيلة " لحفظ ما تبقى من ماء الوجه " المسكووووب "
عشر سنوات .. بين مد وجزر .. في محيطات متلاطمة الأمواج .. تحت ما يسمى " بمؤتمرات السلام " ومشروعات التعايش ... ومبادرات عرب يعيشون في الظلام ... أو يقفون في موقف الضعف من الحكام اللئام !! جاء راعي سلامهم المزعوم ... ومساند " أبرهة " ليعلنها للجميع .. أن أبرهة يسير في الاتجاه الصحيح .. وأن خططهم هي الخطط الصحيحة .. ليحل السلام في المنطقة .. بل وكان الأمر سوءا .. بأن كان رجلهم الجبار السفاح الأخير .. في نظر الشيطان " رجل سلام " !!
راعي السلام هذا - هو " شيطان الحرب الأكبر " فقد رعى الحرب .. على هيروشيما ... ورعى الحرب على كوريا الشمالية .. و قد رعى الحرب على أفغانستان .. ثم رعى الحرب بين العراق وإيران .. ثم رعى الحرب في فيتنام .. ثم رعى الحرب في الكويت .. وهاهو اليوم يرعى الحرب في أفغانستان .. وفي العراق ... لكنها الحرب المقدسة .. التي تقتل وتدمر .. وتحرق الأخضر واليابس .. من أجل حرية ورغد ونعيم الشعوب !!
هكذا هي حكاية " أبرهة العصر " و " شيطانه " احتل وقتل ودمر وأحرق ... والعرب يعيدون نفس الكرة .. فمنهم الخائن .. ومنهم المعاون .. ومنهم من قال : سأحمي كرسيي .. ولو كلفني .. أن أدفع مبلغا من ثروات بلادي .. " للشيطان " كي أستأجر منه هذا الكرسي ... ويدوم لي الجلوس عليه ... ولن أتدخل في قدسهم .. وأقصاهم ..
ونسوا أو تناسوا .. " أن للقدس رب يحميه "
وهو الغني ... ونحن الفقراء ..
وقد تكفل الله بحماية أول بيت وضع للناس ... وجاء أمره .. لجيش تسيره السماء .. جيش جنوده طيور من عند الله " طير أبابيل " ترميهم بحجارة مسومة ... تخترق رؤوسهم .. وتخرج من أدبارهم .. !!
ليرد الله كيد الكائدين .. ويدحض خطط " أبرهة " وجنوده .. وينتصر الله لبيته .. ويحميه ويحفظه ... من كل سوء ومكروه .. استجابة لدعوة " إبراهيم عليه السلام " " رب اجعل هذا البلد آمنا "
وقبل خمسين عام " أو تزيد " جاء " أبرهة " العصر الحديث .. لينتهك حرمات الله في مساجده .. ويسفك الدماء .. وينشر الفساد .. ويهتك الأعراض .. ولا يفرق في القتل .. بين الأطفال والنساء والشيوخ .. جاء يحمل في قلبه حقدا يكفي لإبادة المعمورة .. وإحلال الدمار في كل شبر من الأراضين السبع !!
جاء يؤيده " الشيطان " ويمده بمدد من سلاح ومال .. ويبث سيطرته على أطراف الجسد العربي .. يقيدهم بين حين وآخر .. إما باتفاقيات سلام .. أو باتفاقيات اقتصاد .. أو باتفاقيات " خيانة "
ولأن الحكام العرب .. يخافون أكثر ما يخافون .. على كراسيهم التي يجلسون عليها .. فقد اهتموا بحمايتها .. والحفاظ عليها من " أبرهة " العصر الحديث ... لكنهم تناسوا .. أنها حماية مؤقتة .. أو ربما هي حماية مشروطة ... بألا يكون فيها ما يهدد أمن " أبرهة " العصر .. أو يقلق مضجعه .. !!
ومن مثّلَ منهم خطرا ... على راحة بال " أبرهة " فالويل له والثبور ... حصار .. ثم نزع أسلحة .. ثم الحرب والدمار ... والسقوط .. إلى الهاوية !!
وفي تلك الأثناء ... انشغل العرب .. يتصارعون .. لتحديد هل القدس حق عربي ؟ .. أم حق إسلامي ؟ .. ليبدأ الصراع .. بين أنصار القومية العربية ... وأنصار التضامن الإسلامي .. توالت الخطابات .. وارتفعت الشعارات ... وتزاحمت المكتبات العربية بين مؤيد .. لهذا الاتجاه ... وبين معارض !!
وقد استغل " أبرهة وشيطانه " هذا الصراع .. فتركوهم يخوضوا فيه ... وأنسوهم .. أن القدس تسلب .. والدماء تسفك .. والمساجد تهدم .. والإسلام يمحى ... وكل ذلك وعيونهم تبصر .. في وضح النهار !! لكن قلوبهم قد أعميت بحب الدنيا .. وحب السلطان ... والكرسي " الدوار "
وعلى المستوى الشعبي .. تعهد " الشيطان " بإلهاء العرب والمسلمين .. وتغيير مسار اهتماماتهم .. من قضيتهم الأولى .. إلى قضايا ثانوية .. ومن ثم جرهم .. إلى اللهو واللعب والسهر والمجون .. وتتبع العاهرات .. والبحث عن إشباع الشهوات ... وبها انتزع منهم هويتهم ... وسرق منهم قضيتهم .. فأصبح عيشهم .. بحثا عن لقمة العيش التي .. قترها عليهم الحكام - بأمر من الشيطان - وبعده البحث عن إشباع شهواتهم .. في الملاهي الليلية .. وأندية النبيذ والمجون ...
وعلى المستوى الفكري ... انقسمت أفكارهم .. وتشتت كلمتهم ... ودس " الشيطان " عملائه بينهم يزيدونهم فرقة .. وتناحرا .. فظهرت العلمانية .. والليبرالية .. والقومية .. والبعثية .. وغيرها .. يحملها أبناء المسلمين ... لينظروا لأفكار غربية شاذة .. مستنكرين ونابذين تعاليم الدين .. مستهترين بمبادئه ... ممتعضين من علمائه .. يكرهون الأمر بالمعروف ... ويتضجرون من النهي عن المنكر ... فأصبحوا ... يهدمون من الداخل .. وليس من الخارج .. عملا بالمثل القائل : " بيدي لا بيد عمرو "
وعلى المستوى الجهادي - فلم أعلم أن الجهاد قد أعلن ضد " أبرهة " منذ قدومه لاحتلال القدس .. حتى اليوم .. وما الحروب التي خاضها العرب .. إلا دفاعا عن الأرض .. ومحاولة نصرة شعب عربي .. لا أكثر ولا أقل ... لم تعتمد على الجهاد الإسلامي .. كمطلب أساسي .. لإعلاء كلمة الله .. ودحض الغاشمين .. وتطهير المقدسات من دنس اليهود .. وأما الحركات التي قامت .. هنا وهناك .. فقد تفرقوا فذهب الله بريحهم .. " حماس .. وفتح ... ومنظمة التحرير " اختلفوا في الفكر والمذهب ... ومنهم من اعتمد على أسس غير شرعية .. في إعلان الجهاد ... فضعفت شوكتهم .. حتى سهل كسرها !!
وعلى حين غفلة من الزمان ... جاء الشيطان .. ليعلن نفسه راعيا للسلام بين العرب الخانعين .. وبين " أبرهة " اللعين .. وصدق العرب .. كذبة " إبليس " أن هناك سلام ... فسموه " راعي السلام " لتستمر المخططات .. وتستمر المعاهدات .. ويقتنع بعض أذناب العرب .. " أن التطبيع خير وسيلة " لحفظ ما تبقى من ماء الوجه " المسكووووب "
عشر سنوات .. بين مد وجزر .. في محيطات متلاطمة الأمواج .. تحت ما يسمى " بمؤتمرات السلام " ومشروعات التعايش ... ومبادرات عرب يعيشون في الظلام ... أو يقفون في موقف الضعف من الحكام اللئام !! جاء راعي سلامهم المزعوم ... ومساند " أبرهة " ليعلنها للجميع .. أن أبرهة يسير في الاتجاه الصحيح .. وأن خططهم هي الخطط الصحيحة .. ليحل السلام في المنطقة .. بل وكان الأمر سوءا .. بأن كان رجلهم الجبار السفاح الأخير .. في نظر الشيطان " رجل سلام " !!
راعي السلام هذا - هو " شيطان الحرب الأكبر " فقد رعى الحرب .. على هيروشيما ... ورعى الحرب على كوريا الشمالية .. و قد رعى الحرب على أفغانستان .. ثم رعى الحرب بين العراق وإيران .. ثم رعى الحرب في فيتنام .. ثم رعى الحرب في الكويت .. وهاهو اليوم يرعى الحرب في أفغانستان .. وفي العراق ... لكنها الحرب المقدسة .. التي تقتل وتدمر .. وتحرق الأخضر واليابس .. من أجل حرية ورغد ونعيم الشعوب !!
هكذا هي حكاية " أبرهة العصر " و " شيطانه " احتل وقتل ودمر وأحرق ... والعرب يعيدون نفس الكرة .. فمنهم الخائن .. ومنهم المعاون .. ومنهم من قال : سأحمي كرسيي .. ولو كلفني .. أن أدفع مبلغا من ثروات بلادي .. " للشيطان " كي أستأجر منه هذا الكرسي ... ويدوم لي الجلوس عليه ... ولن أتدخل في قدسهم .. وأقصاهم ..
ونسوا أو تناسوا .. " أن للقدس رب يحميه "
وهو الغني ... ونحن الفقراء ..
